ماذا نقول؟ وكيف؟

لماذا من المهم جدًّا إجراء محادثة؟

الامتناع عن الحديث حول موضوع الفقد من شأنه أن يوصل رسالة غير مرغوبة، مثلُا: قد يُفَسِّر الأطفال التجنب على أنكم رُبما تكونون… :

  • عديمي الإحساس ( ربما أنتم غير مدركين/ ولا تلاحظون مدى ارتباكهم ومعاناتهم)
  • عديمي الاكتراث ( ربما أنتم غير مهتمين للحدث الجلل الذي حدث في حياتهم)
  • غير قادرين ( ربما تظنون انكم غير قادرين على منحهم الدعم الذي يحتاجونه)
  • عديمي الثقة ( ربما تظنون أن الطفل غير قادر على التأقلم والتكيف، حتى بمساعدتكم)
  • لا تسمحون/ تعتقدون أنه من المهم التحدث عن الفقد. ( ربما تظنون انه من غير المُفَضَّل التحدث عن الموت).

لا احد يرغب في نقل الرسائل السلبية هذه للطفل الثاكل.

المبادرة لإجراء محادثة توصل رسالة إلى الأطفال الثكالى مَفادها أنكم ترونهم في الوضع الذي يتواجدون فيه، وتريدون مساعدتهم.


ماذا يُفَكِّرُ الأطفال عادة؟

يعتقد الأطفال عن الحديث عن الموت يسبب للناس الشعور بعدم الارتياح، عند قيامه بطرح الأسئلة، فالناس يشيحون بنظرهم عنهم أو لا يكملون الحديث معهم، وإذا تحدّثوا عن الموت مع أفراد ثكالى من العائلة، فإن البالغين سينفجرون بالبكاء أو تظهر على وجوههم علامات الضيق. فيظن الصغار انهم قاموا بعمل سيء لذا سيمتنعون عن طرح الموضوع مرّة أخرى، وقد يقومون بكتمان مشاعرهم وكبتها كوسيلة لمساعدة أفراد العائلة، وقد يتظاهرون انهم بخير ويخبرون أفراد العائلة بأنهم بخير، ولكن في الحقيقة هم بأمس الحاجة إلى المساعدة.

تقع على عاتق أصحاب الوظائف في المدرسة مّهّمَّة الوصول إلى الطلاب، والاعتراف بخسارتهم، والاقتراح عليهم الحديث معهم والإجابة عن تساؤلاتهم، أفراد الطاقم الذين لديهم علاقات راسخة وقوية مع الطلاب الثكالى، لديهم قدرة عظيمة في تقديم المساعدة لهؤلاء الأطفال.

كيفية بدء المحادثة

أمامكم بعض النقاط التي قد تساعدكم في بدء المحادثة:

  1. عبِّروا عن قلقكم
    أخبروهم أنكم سمعتم عن خسارتهم وإنكم متواجدون لأجلهم، وللإصغاء لهم ومساعدتهم.
  2. كونوا صادقين
    الأطفال يستطيعون التمييز ومعرفة متى يكون البالغين صادقين في تواصلهم مع الآخرين، مثال: لا تخبروهم بأنكم مشتاقون لذلك الشخص الذي توفى وأنت لا تعرفونه، بإمكانكم القول لهم أنكم حزينون لمعاناته من الخسارة والفقد.
  3. بادروا للمحادثة
    اسألوا أسئلة بسيطة، مباشرة، مفتوحة، مثال: " كيف تتعامل انت وعائلتك مع الموضوع؟
  4. استمعوا وتأملوا
    اصغوا أكثر وتحدّثوا أقل، دوِّن في ملاحظاتك تصرفات الطفل وردود أفعاله دون ان تصدر أحكامًا عليه.
  5. قلّلوا من مشاركة خبراتكم الشخصية
    بإمكانكم الاعتماد على خبراتكم الشخصية من أجل التعاطف/ التواصل مع الأطفال الثكالى، ولكن لا تستعجلوا في مشاركتكم في خبراتكم الشخصية ( إلّا إذا كنتم متأكدين من أن هذه المشاركة ستساعد الطفل على الانفتاح) وحافظوا على التركيز على الطفل.
  6. قّدَّموا لهم المشورة العمليّة
    مثال: تحدّثوا معهم عن كيفية الردّ والإجابة عن أسئلة حول الموت التي يسألهم إياها زملاء الدراسة أو من البالغين.
  7. امنحوهم الطمأنينة
    دون ان تقلّلوا من شأن مخاوفهم، وأخبروهم ان قدرتهم على التأقلم والتكيف مع هذه الشّدة والمعاناة ستتحسن مع مرور الزمن، وإنكم ستكونون بجانبهم من أجل تقديم المساعدة.
  8. ابقوا في تواصل دائم
    في البداية لن يتعاون الأطفال مع دعوتك لهم للحديث أو عرضك عليهم المساعدة، أسئلتهم ستتطور وتتعمّق مع مرور الزمن، كونوا متاحين، مهتمين ومتواصلين معهم.

ماذا نتوقّع؟

في الوقت الذي تتحدثون فيه مع طلاب فقدوا أحد أقربائهم قد تتحرك مشاعركم.

معظم الطلاب يقدّرون الشخص البالغ الذي يُظْهِر اهتمامه بالحدث، حتى لو رأوه على سبيل المثال، حزينًا ويذرف الدموع.

يتعلّم الطلاب كيفية التعامل مع الخسارة والفقد عند رؤيتهم لشخص بالغ وواع يُظهر بعض الحزن والهمّ لكنه قادر على التأقلم بشكل جيّد، مما يجعله مثالا إيجابيا على كيفية التأقلم.

حتّى عندما يتبّع المعلمون هذه الإرشادات، سنجد أن بعض الطلاب لا يرغبون في التعاون والتحدث عن الموت، ربما لأنهم لا يفهمون المعنى الحقيقي للموت، قد يشعرون بالإرهاق من التجربة والمشاعر التي تعصف بهم، قد يشعرون بالخوف من فقدانهم للسيطرة، أو يشعرون بالخجل أو من الخوف من الظهور بشكل مختلف. قد يشعرون بمشاعر معقدة مثل الشعور بالذنب أو الخجل، وقد يشعرون بأن الحديث معكم يجعلهم مختلفين في عيون زملائهم (خاصة في جيل المراهقة).

بادروا للقاء خاص في المدرسة، بحيث يمكنكم من إجراء محادثة. كونوا على تواصل ومتاحين طوال الوقت، اقترحوا مصادر دعم أخرى داخل المدرسة، معلم آخر، مستشار المدرسة، المعالج النفسي، العامل الاجتماعي أو الممرضة، ساعدوهم في إيجاد مصادر دعم أخرى في العائلة أو في المجتمع الذي يعيشون فيه.

 

تمت الترجمة بموافقة المؤلف، من كتاب:
The Grieving Student: A Guide for Schools
by David Schonfeld and Marcia Quackenbush

لمعلومات إضافية في اللغة العبرية:
دكتور ريفي بري
[email protected]
المختبر من أجل بحث الخسارة والإنكار »

خمانيوت في وسائل التواصل الاجتماعي