"عند مفترق الطّرق بين هود هشارون وكفار سابا، قُتِلَ راكب درّاجّة في الثانية والخمسين من عمره، وترك وراءه ثلاثة أبناء". تلّقت هدار ابنة الرابعة عشرة والتي كانت تجلس خلف والدها خبر وفاته. بالإضافة إلى الألم والمأساة التي عانت منها هدار بسبب فقدان والدها عانت من شعور عظيم بالوحدة، دون أصدقاء من عمرها الذين يفهمون مدى حزنها وكيفيّة تأقلمها وتقبلها لوفاة والدها، ودون إطار دعم مُنَظَّم يفسَحُ لها المجال للتعبير عن مدى خسارتها.

في سنة 2016 ، انضمت هدار إلى منظمة LEAD مسار تطوير القيادة في إسرائيل، أقامت هدار في سنّ السادسة عشر بدعم من المنظمة مشروع "خمانيوت" ( والذي أصبح فيما بعد جمعيّة "خمانيوت")، تمّ كلّ هذا بدافع الرغبة بألّا يضطر أي طفل آخر خوض نفس التجربة التي مرّت بها هدار، وبأمل توفير نظام دعم مجتمعي وعاطفي للأطفال وأبناء الشبيبة الأيتام، في طريق بحثهم من جديد عن مكان لهم في الواقع المُعَقّد المفروض عليهم.

تقول تلما ابنة الحادية عشرة إحدى الطفلات في جمعيّة " خمانيوت" " إنه المكان الوحيد الذي أستطيع فيه الحديث عن أبي، أعرف إنهم لن يحاسبونني وسيتحدثون معي في هذا الموضوع دون خجل، بكل بساطة هم يفهمونني لأنني لست الوحيدة التي حصل لها هذا" " خمانيوت" هي الهديّة التي تلقيتُها.

في عام 2016 تمّ تأسيس الفرع الأوّل للجمعيّة في هود هشارون، المدينة التي تسكنها هدار، في عامّ 2017 أَسَّسَت " نوعا حين" الفرع الثاني للجمعيّة، وقد فقدت نوعا والدها وهي في الرابعة من عمرها، وبسبب ما عانته من آلام قرّرت تقديم الدعم الذي لم تحصل عليه.

עמותת חמניות

اليوم، الجمعيّة بمثابة بيت للأيتام في إسرائيل وتقّدم خدماتها في مجالات ثلاثة: المجال المجتمعي، حيث من خلاله تعمل خمسة فروع، وهي فاعلة في مشروع دعم الأيتام البالغين وبرنامج للطفولة المبكرة، التشريع وتحصيل الحقوق- تقديم تشريعات قانون وتغيير السياسات، تحصيل حقوق الأيتام وعائلاتهم، والتوعية والإعلام- تقديم التوعية حول اليتم وآثاره، وفي المستقبل سنقوم بحملات إعلاميّة من أجل توفير الآليات والأدوات الداعمة لبيئة اليتيم.

خمانيوت في وسائل التواصل الاجتماعي